الاثنين، 19 أبريل 2010

عوده إلى النهاية

يبدو أنه الخوف من المجهول...أو التردد في قول ما تجيش به مشاعري...مشاعرُ حملها قلبي منذ نعومة أظفاري...ذلك الذي يجعلني أحمل نفسي ...وأجلس قرب شاطئ النيل...وأنظر إليه... إلى ذلك المنظر السماوي...يبدو صامتاً...يذهب وراء السحب والمباني...مخلّفاً وراءه أذرعةَ حمراء اللون...كأنما يودع هذه الدنيا إلى غير رجعة...أو يتمسك ببصيص ضوءٍ يخرجه من الهوة التي يكاد أن يسقط بها...إنه مثلي...فهو يخشي من تلك الهوة المظلمة..و يتردد في الذهاب عن هذه الدنيا...لأنه سيأتي غدا...ليودعنا مرة أخرى...إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...أمّا أنا فخوفي وتردّدي ليس من مفارقة الدنيا..بل بذلك اليوم بالتحديد...هل سيعود مرّة أخرى؟... هل سأجد نفسي دائماً في تلك الحاله من الخوف والتردد؟؟؟

كان هذا في أحد أيام خريف 99... كان شباب العائلة يجتمعون (كانت أحلى الجمعات) ...كان يوم عطله... خرجنا في رحلة .. وبعدها بدأت رحلة حياتي...في ذلك اليوم خرجت عن المألوف...خوفي وتردّدي أمسيا من الماضي...لقد بحت بما يخفيه قلبي...كلمتان..لأ أكثر ...ثم ذهبت إليه...إلى ذلك الغروب.

منذ ذلك اليوم..بدأت أفسر معنى أن يكون للغروب كيان...إنه ليس مجرد إنكسار لأشعة الشمس.. وتحلل لألوان..يظهر منها ذلك اللون الأحمر القاني..لا...إنه يشعر كما نشعر نحن.

ياليت كل جوارحي وعواطفي مثل الغروب

ينئى عن الدنيا..محاطاً بالمعالم والشعوب

يدنو إلى كهف الليالي والمتاهات اللعوب

متلملماً..كي لا يعكر صفونا ذاك النحيب

ومبعثراً آهاته...في ذلك الشفق المهيب

ومباعداً يده الدافئه..عن مصافحة الذنوب

فرجوته بعزيزه..أن يوقف الدمع السكيب

وسألته عن حاله..عن عمر ماضيه السليب

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

بسلاسةٍ..وبحنكة الفطن اللبيب

قال..المشاعر عندكم تُنفى وتُطرد كالغريب

ينسى الحبيب حبيبه..متجاهلاً بعداً قريب

لا تنفع الشكوى ولا العزلة..ولا صبرٌ طبيب

كلُ لحال سبيله يمضي...وتندمل الندوب

أمّا أنا...فذاهبٌ عنكم...فجرحي عند منفاي يطيب

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

ناديته..لا يا غروب.. فطبيعة الأشياء أنك لا تغيب

أتهون عليه صداقتي؟...أيذيقني طعم الخطوب؟

وهو الصديق الحق...في زمن عجيب

يقسو علي فراقه ووداعه ذاك الحبيب

يخفي عن الناس احمرار عيونه..ملك القلوب

لكنني دوماً سأنتظره...يعظني عند المغيب.


وعلي قولك يا حوته...النهايات التفتش لي عيونك في البدايه

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

احساس مرهف