السبت، 24 أبريل 2010

لعبة الحب

لا يريد النظر إلى عينيها..ليس خوفاً من أن تفضحه وتجيبها عن سؤالها المفاجئ..فقط كي لا ترى تلك الدموع التي تجاهد للمكوث في مقلتيه..لم يكن لسؤالها سبب واضح..وكثيرة هي اسئلتها..فهي التي تعلم تماماً بأنه لن يصل إلى تلك المرحله من الجحود..ولكنها طبيعة المرأه..لا ترسو أبداً على حال..فتختلق الأسباب والأسئله..لتعرف مدى وفائه وإخلاصه لها.. فتنوّع له الإختبارات..لتحاصره..وتجعله لا يستطيع أن يحب غيرها...إنها تريد أن تمتلكه..أن تأسر قلبه...لتطلق سراحه معها...هي فقط.

أرادت أن تسمع أجابه..لترضي غرورها...وتريد أن تتأكد أنه لاتزال تنطلي عليه تلك الحيل والإختبارات..لكن إنقلب السحر على الساحر..إنه لايرد..ولا تستطيع النظر إلى عينيه...لقد ذهب بنظره بعيداً...تركها لظنونها ...وحتماً ستدخلها في متاهات الغيرة والشك..والخوف من أن تخسره...لقد نال مراده...ففي هذه المره أصبح هو المتحكم في قلبها...وهاهي تشيح بنظرها عنه لتخفي ما يعتمل في صدرها...راجيةً منه أن يلتفت إليها ليواسيها..وليقول لها بأنه نادم على تركها بدون إجابه.. وبأنه سيجيبها عن جميع أسئلتها..وسيكشف لها عن مشاعره تجاهها..وأن ذلك الإتهام محض خيال...إنه يحبها.

نظرت إليه.. وابتسمت إبتسامةً مهزومه..ثم خرجت.. لقد ذهبت عنه......وأخيراً سقطت تلك الدموع الحبيسه..لقد ذاق طعم الانتصار..الانتصار المر..إنه يريدها إلى جانبه..ويريد أن يخبرها بأن تلك الأسئله ماهي إلا لعبه ..يتبارى فيها العشاق...فتارة تنتصر هي ..وتارة أخرى هو...لكنها سلاح ذو حدّين...فأنوثتها تجبرها على ممارسة تلك اللعبه..التي تتميز بها...ورجولته تمنعه من المشاركه بها...لكنه سيخوضها إرضاءً لها..فهي التي يحب...وسيخبرها بذلك ...سيخبرها بأن ذهابها ليس بالأمر اليسير...لقد حاصرته..وملكت قلبه وعقله .

ذهب إليها..ووجدها تنتظر خلف الباب..مبتسمه...وعينيها تتلألأ دموعاً...لايدري إن كانت تبكي لعدم رده لذاك السؤال..أم ندماً عليه...وفي حقيقة الأمر إنه لا يكترث لكل ذلك..المهم أنها معه الآن..إنها تحبه..وهو يحبها.

تسألينني إن كنت قد أحببت سواكِ؟

علام السؤال..

وقلبي يرسو بمينااكِ

أمللت حبّي؟..

أسئمت تعلقي بهواكِ؟

أما علمت..بأن سؤالكِ..

به مشقّتي وهلاكي؟

ذهبتِ عنّي وردةً..

وتركت جسدي يرتدي أشواكي

أردتِ هجران الهوى..

وحنين العشق أبقاكِ

أهو السؤال أم العزوف ..

عن الإجابه..ذاك أبكاكِ؟

يمناكِ تحمل فرحتي ومسرّتي..

وسعادتي وهناي في يسراكِ

إن كنت قد أحببت غيرك فأعلمي..

أني أحبّك أنتِ..دون سواكِ


وعلي قول جميل بثينه: وإن قلت ردّي بعض عقلي أعش به..مع الناس قالت ذاك منك بعيد

ليست هناك تعليقات: